الممارسون الحقيقيون للعبة كرة القدم يدركون تمامًا أن الموهبة وحدها لا تكفي، رغم كونها الشيء الأكثر أهمية لامتهان اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم. لكن للموهبة ضريبة، ووجه آخر لا يحب عشاق كرة القدم أن يروه.. الإصابات.
هناك لاعبون مُبتلون بإصابات قد تصل قسوتها إلى درجة إنهاء مسيرتهم الكروية في الملاعب والاتجاه إلى الاعتزال، وعلى رأسهم الأسطورة الهولندية ماركو فان باستن. كانت موهبة فان باستن وبالاً على رأسه، إذ طالما تعرض للعنف والخشونة المتعمدة في مباريات منتخب بلاده أو الأندية التي لعب لها، آياكس امستردام الهولندي وميلان الإيطالي، ما جعله يُهدر وقتًا طويلاً خارج الملاعب. وكانت نهاية المسيرة للمبدع فان باستن عام 1992، عندما عانى من إصابة في كاحله أجبرته على توديع الملاعب، وكان عمره وقتها 28 عاماً فقط، أي أنه كان في فترة النضج الكروي، رغم محاولاته المستميتة لإضافة "عمر كروي" جديد إلى حياته دون جدوى.
وعلى خُطى فان باستن يسير مواطنه آريين روبين، الذي ما يتعافى من إصابة إلا ليقع في أخرى حتى أصبح كتاب حياته الكروي مليئًا بالصفحات المؤلمة رغم أن عمره الآن 26 عامًا فقط، ويبدو أن نجم بايرن ميونيخ الألماني ومنتخب "الطواحين" سيكون من اللاعبين أصحاب العمر القصير في ملاعب كرة القدم. اذ تسببت الإصابات في إبعاده عن صفوف الـ "بلوز"، ومن ثم ريال مدريد الإسباني الذي "لفظه" إلى النادي البافاري الذي يعيش أوضاعاً صعبة بسبب إصاباته. أما أصغر لاعب كرة قدم يعلن اعتزاله بسبب الإصابة فهو سام هاتشينسون مدافع تشيلسي الإنكليزي، الذي خلع قميص كرة القدم عام 2010. ولسوء الحظ عانى المدافع البالغ من العمر 21 عاماً فقط من تكرار الإصابة في الركبة التي أثرت في الماضي عليه في آخر ثلاثة مواسم، وعندما بدا له أنه لن يتعافى قرر التوقف عن اللعب والعمل في أكاديمية ناديه أثناء دراسته للعلوم الرياضية في الجامعة.
ولم ترحم الإصابة اللاعب الألماني السابق بيرند شنايدر الذي أعلن اعتزاله عام 2009 بسبب تباطؤ شفائه من إصابة تعرض لها في الظهر في مطلع عام 2008، ووضعت تلك الإصابة حدًا لمسيرة شنايدر مع الـ "مانشافت" ومع ناديه الألماني باير ليفركوزن، فحرم بالتالي من المشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية التي كانت مشاركته فيها أن تمنح الألمان عرش أوروبا بدلاً من الهزيمة أمام إسبانيا في النهائي. كما أن مات موراي حارس مرمى فريق ولفرهامبتون الإنكليزي أعلن خلع قفازه عندما تعرض لإصابة خطيرة في الركبة عام 2010 لم تكن الأولى، فقرر إنهاء نضاله الكبير في طريق التعافي من الإصابات وسلوك الطريق الأسهل وهو الاعتزال وهو في التاسعة والعشرين من عمره.

Aucun commentaire :
Enregistrer un commentaire